Ma liste de blogs

lundi 9 août 2010

تحولات الطوبونيميا الامازيغية


لاتوجد في المجال العالمي منطقة بدون اسم فكلها تحمل اسماء ذات دلالات حتى إن بعضها تحمل اسم اللإسم مثل احد أصابع اليد بالامازيغية نسميه( تار اسم) وهذه التسميات تكون مرتبطة في الغالب بالتفاعلات التي تحدث بين الإنسان ومجاله كما أن هذه التسميات توفر معلومات هامة للباحثين في التاريخ و الانثروبولوجيا ....الخ


وبالنسبة للمجال المغربي والمغاربي عموما فانه يتضمن معطيات جد هامة في ما يتعلق بأسماء الأماكن كما انه يتميز بطغيان التسميات الامازيغية .لكن هذه التسميات في تحول مستمر مع مرور الزمن تبعا للتطورات التاريخية و السياسية التي عرفها هذا المجال ويمكن أن نرصد صيرورتين لدينامية الطوبونيميا الامازيغية .

الأولى :يمكن تسميتها بالمخزنية نظرا لارتباطها بسياسة الدولة في تدبير المجال من خلال الأسماء وهذه السياسة تخفي وتطمس الحقيقة السوسيولوجية و التاريخية لتلك المناطق وتفقدها تلك المعاني و الدلالات الثقافية و القيمية التي راكمتها عبر العصور .وهذا التدخل نجده بالشمال الإفريقي منذ الغزو الروماني حيث تم تغيير اسم مدينة وليلي التي كانت في الأصل تجمعا امازيغيا ويدل على ذلك أسلوب البناء و طريقة الدفن التي تنتشر في المناطق الأخرى التي لم يصل إليها الرومان في الجنوب المغربي إلى اسم جديد هو فوليفليس بل هناك من يسميها قصر فرعون .في حين أن تسميتها الحقيقية مرتبطة بنبتة الدفلى المتواجدة بالوادي القريب من المدينة ونجد مناطق أخرى تم تغيير وتحريف أسمائها في العهد المرابطي أو الموحدي فمثلا شالا أصبحت سلا ومراكش كانت تسمى أمور ن ياكوش والجديدة كانت تسمى مزاغان والدر البيضاء كانت تسمى بانفا للدلالة على المرسى .لكن درجة التعريب وتغيير أسماء الأماكن اشتدت أكثر على عهد الدولة الحديثة بعد الاستقلال الشكلي سنة 1956حيث اثر الفكر الأحادي المشبع بالفكر الوهابي الذي اعتنقه رجالات ما يسمى بالحركة الوطنية بالإضافة إلى موافقة القصر على تلك التغييرات بل وإشرافه على العملية من خلال التدشينات التي يقوم بها فمثلا تطوان كانت تسمى تطاوين نسبة إلى عيون مائية لا زالت إلى يومنا هذا تحمل نفس الاسم ونجد هذا التزوير والتزييف في مجموعة من الفجاج والتي تسمى بالامازيغية ب( تيزا ) كتزي ن تلغمت وتزي ن تشكا وتزي ن تاست وشيئا فشيئا تندثر الاسماء الامازيغية وتتغلغل التسميات العربية في مخيال ولغة الإنسان الامازيغي وهناك مدن امازيغية تم تعريب اسمائها في النطق وان ضلت تحتفظ بدلالتها الامازيغية لكن السكان في الغالب لا يعرفونها. وقد سالت مرارا وتكرارا أشخاصا حول دلالة مجموعة من المناطق وكان جوابهم بالنفي فمدينة وارزازات تعني( وار زازا) أي بدون ضجيج وزاكورة سميت نسبة إلى جبل يسمى ازاكور وقد تكون التسمية مرتبطة بكثرة أشجار النخيل التي تتخذ شكل ازاكور أو الشعر .نفس الشيء نجده في افران او ازرو والشاون التي تعني اسشيون نظرا لارتفاعها وهناك منطقة أخرى معروفة اليوم برباط الخير بعدما كانت تسمى باهرممو التي انطلق منها انقلابيو الصخيرات .هذا فيما يتعلق بأسماء المدن لكن نجد تدخلا أخرى فيما يتعلق بأسماء الأحياء فنجد أسماء قديمة ذات دلالة امازيغية لكن سلطات المدن تختار اسماء غريبة كان تسمي بعضها بالسعادة رغم انتشار الجرائم بالليل و النهار بنفس الحي أو حي النهضة رغم انه لا يتوفر على قنوات الصرف الصحي لكن السكان غالبا ما يحتفظون بالسماء الأولى ويقتصر تداول الاسما ء الجديدة على الوثائق الإدارية فقط نموذج مدينة ازيلال التي تعني فوق القمة .

الثانية :يمكن أن نسميها بالصيرورة الطبيعية حيث يتم تغيير اسما ء الأماكن دون تدخل المخزن فمثلا هناك مناطق كانت تحمل اسماء معينة قبل فترة الحماية الفرنسية وبسبب المعارك التي عرفتها تم التخلي عن الاسماء القديمة وأخذت اسماء جديدة كمنطقة تازيزاوت *قرب قرية انفكو ومنطقة ترقاست * وتالعسات* والمعسكر وتيزي ن امسيفاط * التي ارتبطت اسماءها بمواجهة السكان للقوات الفرنسية و كما أن بعض المناطق أخذت اسماء جديدة بسبب كارثة طبيعية او بمقتل شخص ما فيها......الخ .

تساهم كلا الصيرورتين في تحول الطوبونيميا الامازيغية لكن الأولى أكثر خطورة نظرا لارتباطها بالمخزن الذي يعرف دور هذه الأسماء الجديدة في طمس الهوية الامازيغية لكن لا يجب أن نستهين كذلك بالصيرورة الثانية التي تتأثر بالتعريب إذ غالبا ما نجد أن هذه الأسماء الجديدة تكون معربة نظرا لتأثر المجتمع باللغة العربية التي يسمعها رغما عنه في والمدرسة والإعلام و المسجد والشارع مع تغييب اللغة الامازيغية بطريقة مقصودة والتعامل مع تدريسها بالتماطل ومع إعلامها بالتهميش مثل ما قاله زعيم العروبيين في ليبيا عندما دعا إلى إغلاق الإذاعات الامازيغية .وتبقى المسؤولية مشتركة بين كل الفاعلين من جمعيات ومجالس بلدية وجماعية و أشخاص للحفاظ على هذه الطوبونيميا لأنها تضمن لنا الاستمرار كما تتضمن جزءا كبيرا من تاريخنا وثقافتنا الامازيغية .بل يجب أن نطالب بإعادة الأسماء القديمة التي حرفت دون استشارة السكان المحليين .

* اسماء مناطق امازيغية محلية في تونفيت

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire