Ma liste de blogs

lundi 9 août 2010

أزمة العقلية الأمازيغية

إن حقيقة أي شعب في العالم لا يمكن الحكم عليه إلا بمعرفة آليات مفكريها ، فتحليل وتشخيص لهؤلاء ما لهم وما عليهم من مقومات سواء كانت سببا في البناء أو في الهدم حيث تكمن الأصول الرئيسية لِتَغَيُّرِ الإجتماعي في ما يحمله الناس من أفكار وقيم بالإضافة إلى حوافز ثانوية تتمثل في عدة قيم كالإقتصاد مثلا بالمفهوم الماركسي ، ولكون الفكر الإنساني مقرون بأي حضارة وثقافة فهي تأخذ بالطابع الخصوصية وتعبر بلسان حالها تشخيصا وتسديدا ، فالفكر يتجدد بتجدد إرادة الإشتغال عند المفكرين وحتى لا يبقى التاريخ رهن الإنصهار والتبعية والإقتصار على ثقافة الآخر ، فلابد من تجاوز مراحل تفيد مفهوم التَقْيِد ، وعليهم أن يكونوا دائما مطابقين لدواتهم ولهويتهم المعلنة ولمكان إقامتهم بعيدا عن النفاق الديني والا أصالة فلسفيا أو بنتحالهم الصفة سياسيا.

فلا يمكن الخروج من الأزمة التي يعيشها الإنسان الأمازيغي على المستوى الثقافي والسياسي إلا بتبني مرجعية خالصة بعيدا عن الإزدواجية والإنسلاخ من الهوية ففي فرنسا اليعقوبية سارع ساركوزي المجري إلى القضاء على هويات الجماعات المميزة لغويا وإثنيا على أراضيها كالبروتون والباسك وثم إنصهارها وضمها إلى هوية الدولة الفرنسية بالمفهوم اللغوي والترابي فالتاريخ لم يسجل أن شعبا حقق التنمية والتقدم الحضاري الحقيقي بلغات وفكر غيرها فالثقافة واللغة الأم هما أساس التنمية ودعامتها فهما روح وجوهر هوية أو حضارة متجانسة وخزان التاريخ ومفتاح التقدم إلى الأمام وأنه لا يمكن كما- تؤكد دراسة التاريخ الملموس- من توقع أي إنماء أو تحديث علمي ثقافي اقتصادي أو إجتماعي شامل إلا بالإعتماد على الثقافة ولغات الأم فهما أدوات رئيسية لتدبير شؤون المجتمع فنحن بحاجة إذن إلى تمحيص وتشخيص علاقتنا بدواتنا . فالأمازيغية لغة وثقافة وهوية كانت ضحية المرجعية الأديولوجية للسلطة الثقافية في شمال افريقيا مما أدى إلى إعاقة تطور الفكر وتحرير المفكرين . فالحركة الأمازيغية تعاني من الإنقسامات والتشردمات تنظيمية وفكرية وللمخزن العروبي دور رئيسي في توجيه الحركة الأمازيغية في هذه المعضلة لسعيه للإحتواء الإستباقي للحقل الثقافي والسياسي الأمازيغي . فمفكرينا الأمازيغين لم يستطيعوا أن ينقلوا أفكارهم وتوجهاتهم إلى الشعب حيث ثم إحتواؤهم ولم يعودوا يسألون عن هموم وآفات ومشاكل الناس فماذا قدمت النخبة الأمازيغية للمعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية لم تكن هذه الأخيرة في متناو ل وحجم الإعتقالات والأحكام الجائرة وهذا ما تنظره النظرية الأنطروبولوجية - لكوهم - حيث أن الحركة الثقافية ماهي إلا رافعة تستعملها بعض النخب المفكرة لولوج دوائر السلطة وبعد ذلك لا تتورع من التنكر لها،

فتجاوز الأزمة العقلية التي يعيشها الإنسان الأمازيغي كفيل بممارسة علمية وتبني خطاب حداثي فهذه الأزمة في حاجة إلى هيئة تقريرية تخرج الحركة الأمازيغية من التشتث التنظيمي سواء ، على الزوايا السياسية الأصولية أو المعاهد غير مستقلة فلا بد من تنظيم قوي ينبني على الأسس الحضارية القديمة والحديثة لشمال إفريقيا فبعيدا عن المزايدات المجانية ومن غير نية في اعطاء الدروس نقول ومن منطلق نضالي غيور ودمقراطي بضرورة إبداع آليات النضال السياسي المعقلن لتمثيله لنسيج وجوهر التاريخ ومضمون الواقع.

حميد اعضوش

06/08/2010

سجن سيدي سعيد

بامكناس

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire