Ma liste de blogs

dimanche 8 août 2010

نقاش ودي مع السيد سعيد الفرواح حول تداعيات المؤتمر الدولي للشباب الأمازيغي

انعقد المؤتمر الدولي للشباب الأمازيغي بأكادير، مستثيرا طموحات بإمكانية افتتاح صفحة جديدة في نضال الحركة الأمازيغية. خصوصا من الإعلانات التي سبقت عقده والتي أكدت أن المؤتمر مفتوح في وجه كل مناضلي الحركة الأمازيغية والأهم من ذلك أنه منفتح أمام كل الأيديولوجيات والمشارب الفكرية.

طبعا الذين انخدعوا بهذه الكلمات ليسوا منحصرين فقط في المطرودين المحسوبين على التوجه الأمازيغي الكفاحي. بل العشرات والمئات الذين ملئوا استمارات المشاركة ورفضت من طرف اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وأيضا العديد من الذين حضروا إلى مقر انعقاد المؤتمر ولم يسمح لهم بالمشاركة، بالإضافة إلى المطرودين وهم ليسوا أربعة فقط.

مباشرة بعد انتهاء المؤتمر أصدر المشاركون الأربعة المطرودون من المؤتمر مقالا يشرحون فيه سياق انعقاد المؤتمر ومبررات مشاركتهم ودلالات طردهم من أشغاله (المقال منشور بموقع التوجه الأمازيغي الكفاحي).

لم يمر أسبوع كامل حتى جاءنا الرد عنيفا من طرف السيد سعيد الفرواح عضو لجنة المتابعة للمؤتمر الدولي للشباب الأمازيغي. عنون مقاله بـ "حقيقة ما يسمى بالتوجه الكفاحي الأمازيغي، أو محاولة إختراق الحركة الأمازيغية" مضمنا إياه حججا من العيار الثقيل محاولا تصويرنا كأعداء للأمازيغية وعلى مناضلي الحركة مقاطعتنا لائما إياهم على قيامهم بالحدود الدنيا من مستلزمات الديمقراطية: نشر مواقفنا في منابرهم الإعلامية.

لسنا هنا معنيين بالنقاش المفتعل: الطلبة الثوريون، الجبهة الاجتماعية، ديكتاتورية البروليتاريا التي تأخذ وتعطي، ماركيوز... فالغرض الوحيد من هذا إلى جانب محاولة رفيقنا استعراض عضلاته الفكرية وإظهار نفسه بمظهر العارف بخبايا الأمور، الغرض الوحيد الذي يريده السيد سعيد هو إغفال النقاش الحقيقي والجوهري: لماذا لم يتم قبول مشاركة العديد من مقدمي استمارات المشاركة وطرد العديدين من أشغال المؤتمر.


الجواب واضح "وضوح الشمس فنهار جميل": الرغبة الحارقة التي تملكت اللجنة المنظمة- ومن ضمنها السيد سعيد- في إنجاح المؤتمر الذي تم تأجيله لمدة عام بسبب من المنع المتكرر من طرف السلطات. تريد نجاحا لا تعرقله خلافات قد تعصف بالمؤتمر. ويأتي مبرر اختلاف المطرودين مع المنظمين حول تقييم الوضع العام للحركة ومنظورات النضال في المقام الثاني في لائحة مبررات الطرد. فالهاجس الأساسي بالنسبة لمنظمي المؤتمر كان تنظيميا محضا: عدم حضور أي عنصر قد يظهر نشازا عما سطرته هذه اللجنة لجعل المؤتمر محطة تنظيمية على المقاس؛ لذلك لم تقتصر لائحة المحرومين والمطرودين على المحسوبين على التوجه الأمازيغي الكفاحي.


فلنناقش الآن أفكار السيد سعيد الواردة في المقال.

ماذا عن محاولة اختراقنا للحركة الأمازيغية

ماذا يقصد السيد سعيد بالاختراق؟ فعلى حدود علمنا الحركة الأمازيغية حركة جماهيرية- أو يفترض أن تكون كذلك- ولا يمكن أن نتحدث عن حركة جماهيرية دون حدود معينة من التعددية السياسية. والحركة الأمازيغية منذ تواجدها أعطت لذوي التصور الأحادي والتسيير البيروقراطي دروسا قيمة حول التعددية السياسية. وقطعا يعتبر شعار ميثاق أكادير "الوحدة في التنوع"، وبعده شعار "الأمازيغية قضية وطنية" ضربات في أعين من يريد حصر الحركة في طرف سياسي معين. وكانت مقولة "الأمازيغية تحتاج إلى يسارها ويمينها" مقولة شائعة في خطابات مناضلي الحركة طيلة عقد التسعينات.

أكثر من ذلك فهذه التعددية السياسية لم تكن مقتصرة على الإعلانات المبدئية في المواثيق والكتابات، بل كانت حقيقة ملموسة على الأرض، فأغلب مناضلي إن لم نقل قيادي وكوادر الحركة كانوا ينتمون إلى الأحزاب السياسية (الاتحاد الاشتراكي، حزب التقدم والاشتراكية، أحزاب الحركة الشعبية..) أما بالريف فيوجد عدد كبير من مناضلي الحركة ينتمون إلى اليسار الجديد؛ فهل كان كل هؤلاء مخترقين للحركة الأمازيغية؟ وأين كان حماة الحركة من الاختراق وكيف سمحوا بذلك؟

إن تذكير السيد سعيد الذي جاء إلى الحركة في زمن جزرها وانتكاستها بعد المعهد الملكي، يحتاج إلى عالم في الأثريات النضالية لأجل تذكيره بحقيقة الحركة الأمازيغية. والسيد سعيد الذي تلقى تربيته النضالية داخل الحركة الطلابية بأمراضها العصبوية، وتلقى جرعات منها من طرف إخوانه آيت غيغوش، قبل أن يطردوه من الجامعة بنفس مبررات طردهم لمناضلي التوجه من المؤتمر بعد تأسيسه هو ورفاقه في حزب الدغرني للحركة الطلابية الأمازيغية بجامعة إبن زهر أكادير، وكنا آنذاك أصدقاء للسيد سعيد ورفاقه في الحزب، ولازلنا أصدقاء رفاقه لكنه خسر صداقتنا.

إذن عن أي اختراق يتحدث السيد سعيد في حركة تتواجد فيها أصلا تيارات سياسية متعددة. أم أن نعمة التعددية السياسية ممنوعة عن من أسميتهم "التروتسكيين".

ربما الاختراق الذي على السيد محاربته هو اختراق الدولة للحركة وتشتيتها من الداخل باستقطاب قيادييها إلى "العمل المؤسساتي". حضور أجهزة الدولة أثناء انعقاد المؤتمر كان سببا أساسيا في طرد مناضلينا، فأعضاء اللجنة التحضيرية صرحوا بوجود عناصر الـ DST، لذلك ناشدوا مناضلينا بمغادرة المؤتمر كي لا يسببوا في شيء قد يغضب هذا الجهاز. طبعا إنها ديمقراطية السيد سعيد الفرواح، بدل أن يطردوا عناصر المخابرات ويضمنوا حرية التعبير والتواجد "لمختلف الأيديولوجيات والمشارب الفكرية"، فضلوا طرد المناضلين كي لا يتلتقط جهاز DST، أي إشارة بوجود من سيزعج الدولة.

إن التواجد والنضال داخل إطارات الحركة الأمازيغية، ليس حقا لنا بل واجب علينا. وهذا ما أفنت فيه الحركة عقدا من ممارستها بمراسلة الأحزاب التيارات السياسية للدفاع عن المطالب الأمازيغية وجعلها "قضية وطنية". ونحن لم نخفه على أحد من مناضلي الحركة، فنحن نشتغل في الحركة الأمازيغية (فروع الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة) ونساجل مناضلي الحركة حول منظورات النضال ونتحرى إمكانية العمل المشترك مع مناضلي الحركة بالجامعة. إن الاختراق بالمضمون الذي يعطيه سعيد ليس من وسائل عملنا، فنحن نعمل في ضوء النهار. أما من يريد الاختراق بهذا المضمون فلن يعلن عن نفسه وسيشتغل بالسرية داخل الحركة، وهذه مهمة متروكة للدولة وأذنابها.

عن قضية خروجنا من العدم


" مند عام وفي بداية التحضير للمؤتمر الدولي الأول للشباب الأمازيغي لم يكن مشكلهم مطروحا لكن عند إقتراب انعقاد المؤتمر الدولي الأول للشباب الأمازيغي ظهروا من العدم و على الإنترنيت و سموا أنفسهم التوجه الأمازيغي الكفاحي في البداية كانوا يدافعون عن المؤتمر ظانين أن دلك سيخدعنا لكي نرسل لهم الدعوات للحضور في المؤتمر أرسلوا لنا عددا من طلبات المشاركة و في الأخير سنفاجئهم بعدم إرسال دعوات الحضور إليهم و رغم دلك حضروا من دون دعوة و هم بالتحديد أربعة أشخاص تم طردهم من المؤتمر.."

اضطررت إلى إيراد هذه الفقرة كاملة، لأنها تلخص حقيقة ليس السيد سعيد وحده، بل تفند المزاعم الديمقراطية للجنة التحضيرية للمؤتمر. فهؤلاء لم يستجيبوا على حد قولهم للعديد "من طلبات المشاركة"، والحديث عن دعوات المشاركة حديث مغلوط لأنه ليس هناك دعوات، بل استمارة أرسلت عبر صفحات الويب. وقول سعيد هذا اعتراف بإقصاء مطالبين بالمشاركة في المؤتمر ضدا على إدعاءات منظميه بإمكانية "مشاركة أكثر من ألف شاب من مختلف المشارب الأيديولوجية والفكرية".. وليس أولئك الأربعة الذين قمت بطردهم، هم الوحيدون الذين لم يستجب لطلب مشاركتهم بل يعدون بالمئات، أما عن حضورنا بدون دعوة فلسنا مرة أخرى الوحيدون، فحتى طلبة الحركة الثقافية بالجامعة حضروا إلى مقر المؤتمر فرفضتم قبول طلبهم. ولما احتجوا على قبولكم التروتسكيين "إشارة إلى الأربعة" تم قبول عدد قليل منهم.

أما عن الأربعة المطرودين، فلم يتم طردهم قبل الافتتاح، فقد تم تسجيل اثنان منهم وقبولهما كمؤتمرين وسلمت لهما أوراق المؤتمر، وحضرا أشغال الجلسة الافتتاحية وتدخلا أيضا، ولم يتم إقصاؤهم إلا في اليوم التالي بمبرر أنهم "غير مرغوب فيهم". إن السيد سعيد يلوي عنق الوقائع لكي تتلاءم مع تبريراته المغلوطة.

أما عن سكوتنا لمدة عام وعدم طرحنا للمشكلة، فتلك نكتة أخرى. فليس ذلك مشكلنا نحن، بل مشكل اللجنة التحضيرية التي اختارت أن تشتغل في السرية:


- لجنة تحضيرية محدودة العدد ومغلوقة، حيث تم الإعلان فقط عن اسم شخصين ولم يفتح الباب لالتحاقات جديدة.

- تحضير مادي وأدبي للمؤتمر في صمت تام: كان من الواجب على اللجنة التحضيرية أن تعد أوراق المؤتمر وترسلها إلى المؤتمرين وقتا قبل انعقاده، فكيف يطلب من المشاركين البث في أوراق وأرضيات تسلموها في الحين.
- عدم الإعلان عن برنامج أشغال المؤتمر والاكتفاء بإعلانات للجلسة الافتتاحية عبر "الفييس بوك" على شبكة الأنترنت.
- تأخير البث في استمارات / طلبات المشاركة.

إن السيد سعيد يريد أن يحاسبنا عن جرم لم نرتكبه نحن بل ارتكبه هو واللجنة التحضيرية. ومع ذلك؛ هل ظهرنا من العدم بمجرد اقتراب انعقاد المؤتمر؟ إن كل مناضلي الحركة يعرفون كيف اشتغل مناضلو التوجه الأمازيغي الكفاحي منذ 2007، ومنشورات التوجه وصلت إلى مسامع وأنظار الكل: أربع سنوات من العمل ببلوغ/ مدونة فقيرة في البداية ثم بموقع إلكتروني، أربع سنوات من الاتصال والنقاش والسجال مع مناضلي الحركة. كما قامت مجموعة من الجرائد بنشر مقالاتنا (أكراو أمازيغ "ست سنوات على تأسيس المعهد. ماذا بعد؟"، المنتدى الأمازيغي "نقد مظاهر اليمينية في خطاب الحركة الأمازيغية"، الجريدة الأولى "سجال مع الأستاذ أحمد عصيد") بالإضافة إلى نشر مجموعة من المدونات الالكترونية لمقالاتنا. وفي فاتح ماي لهذه السنة نزلنا للشارع وأصدرنا منشورنا باسمنا عنوناه " أبريل وماي 2010 .. محطات نضال ضد الاضطهاد والاستغلال " وزعنا منه المئات. كل هذا لم يره السيد سعيد، وكل ما يعرفه لحدود علمه أننا ظهرنا من العدم بعد أن كنا في صفوف "الطلبة الثوريين" عندما كان هو مناضلا في صفوف الحركة الثقافية بالجامعة. إن مناضلي التوجه الأمازيغي الكفاحي لا هم لهم إلا رصد ومراقبة خطوات السيد سعيد منذ أن كان مناضلا بالجامعة وبمجرد إعلانه لعقد مؤتمر الشباب ظهرنا مرة أخرى من العدم لإفشال مؤتمره.

عن سعينا إلى "مركسة" الحركة الأمازيغية

لن نتحدث كثيرا عن هذه النقطة لأنها ليست الموضوع الجوهري لنقاش السيد سعيد، رغم احتلالها لحيز كبير في مقاله. وذلك لغرض في نفس يعقوبه: توجيه الأنظار إلى موضوع آخر بدل نقاش دواعي حرمان العديد من المشاركة في المؤتمر وطرد الآخرين. ورغم ذلك لا بد من إجهاد أنفسنا لنقاش هذا الموضوع معه.

تحدثنا آنفا عن ميزة الحركة الأمازيغية كحركة جماهيرية : أو كونها تستوجب حدودا معينة من التعددية السياسية. وهذا يفرض تنافسا بين البرامج حول تقييمات الوضع السياسي والنضالي وطرح منظورات النضال وطبيعة المطالب. كل هذا يستوجب اختلافا هو محمود إذا تم تدبيره بالنقاش الديمقراطي.


وهذا الاختلاف موجود ليس فقط بين الخطوط السياسية، بل بين الخط الواحد الذي يدعي استلهامه للأمازيغية كمرجعية فكرية لطرح مشروع مجتمعي كامل ومتكامل. حتى بين هؤلاء تختلف التقييمات وتتعدد المبادرات (حزب الدغرني، حزب إد بلقاسم، مبادرة الخيار الأمازيغي، مبادرة أرحموش..) وتتعدد الأرضيات وتظهر الانشقاقات هنا وهناك، فمن يخترق من، ومن يريد السيطرة على من.


إن الحديث عن محاولتنا "مركسة" الحركة حديث لا أساس له. فنحن نعلن أننا مناضلون داخل الحركة الأمازيغية، نختلف معكم كما تختلفون بينكم. ومصيبتكم أن أساس الصراع قد تبدل عما كان عليه في التسعينات، حيث كانت المواجهة بين الحركة وبين رافضين كليا للحديث عن شيء اسمه القضية الأمازيغية. أما معنا فالأمر مختلف؛ الصراع القائم الآن هو صراع برنامجي، بين ما تطرحونه أنتم لتحقيق مطالب الحركة وما نطرحه نحن، حول طبيعة المطالب والتكتيكات...


إن جوهر عملنا هو دفع مناضلي الحركة والشبيبة منهم بالخصوص، لفهم ما يجري: فهم مخططات الدولة وأساسها، فهم الوضع الذي توجد عليه الحركة الآن، نقاش مستفيض لطبيعة المطالب وليس مجرد طرحها وطليها بصباغات عاطفية... عكس ما ورد في بيان المؤتمر الدولي للشباب عندما دعا إلى " ضرورة وضع حد لكل الصراعات بين مكونات الحركة الأمازيغية بتمازغا و الدياسبورا و الإتحاد من أجل تغيير حقيقي داخل تمازغا و في هدا الإطار ندعوا أطراف الصراع داخل الحركة الأمازيغية إلى وضع الحد و بشكل عاجل للإنقسام الحاصل حاليا في صفوف هده الحركة يسبقه وقف فوري لكل الحملات الإعلامية البينية". فنحن لا ندعو إلى وقف الخلافات بل إلى حسن تدبيرها بالنقاش الديمقراطي. ونحن واعيين أن الخلافات والانقسامات إذا ما مست المبادئ لا يمكن إيقافها مهما حسنت نية المنادين بذلك وهما تذرعوا بأن مستقبل الأمازيغية في خطر: فذلك بالضبط هو سبب الاختلاف والانقسام. لكن ندعو مناضلي الحركة إلى فهم أسباب الخلاف والانقسام، وعلى ماذا يدور الصراع بالضبط، ولماذا انقسمت الحركة. فنحن نعرف أن النضال لن يستقيم دون فهم الواقع.


إن الحقيقة هي كل ما نملك، فنحن لا نخفي شيئا عن مناضلي الحركة. فنحن نريد أن نسيد خطا بديلا عن الخط الاستسلامي الذي قاد والجو المعهد الحركة إليه. وهذا نقوله في مقالاتنا وخطاباتنا وحتى ممارستنا النضالية. فإذا كان ذلك جرما فنحن نعترف به، ولكن هذا الجرم لن يعطيكم الحق في طردنا. وسيأتي يوم يتم طردكم أنتم أيضا كما طردكم رفاقكم آيت غيغوش بحد السيف وحرموكم من العمل داخل جامعة ابن زهر، بعد أن لطختم أيديكم معهم بطردكم لنا من صفوف الحركة الثقافية. فكما تدين تدان.


هل التوجه الأمازيغي الكفاحي تنظيم؟

"أنا فقط أطرح سؤالا للقراء هل علمتم في يوم ما بتأسيس تنظيم يسمى التوجه الأمازيغي الكفاحي". من فضلك لا تثقل القراء بأسئلتك، فهم يعلمون جيدا- وأكثر منك- أن "التوجه الأمازيغي الكفاحي" ليس تنظيما ولا يمكن في يوم من الأيام أن يكون تنظيما. إنه عبارة عن وجهة نظر تسعى إلى أن تكون قاعدة لكل معارضي سياسة استجداء الحاكمين، وجهة نظر تطرح منظورا مغايرا للنضال من أجل المطالب الأمازيغية: منظور طبقي أممي يسعى إلى دمج المطالب الأمازيغية مع المطالب الاجتماعية والاقتصادية للكادحين مع استلهام تجارب النضال القومي عبر العالم. ولو كلفت نفسك عناء تصفح موقع التوجه بالأنترنيت لوجدت فيه ما يشفي غليلك: مقالات لا تعبر عن وجهة نظر "التروتسكيين وحدهم". فالموقع منفتح على كل من يكتب عن الأمازيغية والقضايا القومية بشكل عام من وجهة نظر يسارية تقدمية.


حول هذه النقطة حاول سعيد إظهار اختلافه معنا فرجع إلى الوراء في رحلة إلى ذكرياته الجامعية: " أنكروا علينا في الجامعة النضال من أجل القضية الأمازيغية رافعين في وجهنا شعار.. الخبز أولا.. وكنا نرد عليهم بمقولة أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان..". ربما اختلط الأمر على السيد سعيد وليبحث في ثنايا ذاكرته عن فصيل آخر أنكر عليهم "الجامعة النضال من أجل القضية الأمازيغية" هذا الإنكار وصل حدود الصراع بالأدوات الحادة أدى لحدود الآن إلى جرحى وقتيلين. أما نحن فكنا نناقش معكم، وهذا على الأقل إيجابي ولم ننكر عليكم النضال يوما. اختلفنا معكم حول اقتصار نضالكم على الحقوق اللغوية فقط وضرورة دمجها مع مطالب الكادحين. وكان ردكم أن المغرب ليس به كادحين ولا صراع طبقي، كل ما يوجد بالمغرب أمازيغيون ونمط عيش أمازيغي وأن المطروح حاليا هو النضال من أجل الاعتراف الهواياتي "أنسن إس نلا زوار" أي أن ندرك وجودنا أولا ثم تأتي بقية المطالب فيما بعد.


لكن الواقع كان أقوى من حججنا وكان أقوى من رفضكم إياها: فنضال مهمشي القرى من أجل المطالب الاجتماعية والاقتصادية ومن أجل رفع التهميش فرض عليكم تعديلا في خطابكم فأصبحتم تتحدثون لغة كنتم ترفضونها. هذه اللغة توجد أيضا في مشروع أرضية المؤتمر: " أننا بهذه الخطوة التأسيسة نهدف على منح الامازيغية نفسا نضاليا جديدا وعلى فتح أفاق أرحب للعمل الامازيغي الجاد والمؤثر، وذلك بتوسيع الرؤية لتشمل بجانب المطالب الامازيغية التقليدية ذات لصبغة اللغوية والثقافية، الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية". لكن هذا التوسيع رغم إيجابية الإقرار به لا نتفق مع إطاره العام بالحديث عن أن "الامازيغية كمنظومة ثقافية تحمل في ذاتها قيم الديمقراطية والنسبية والعقلانية والتي رسخها أجدادنا في نمط عيشهم وأسلوب تدبيرهم لحياتهم اليومية وتنظيمهم المحلي".


سعيد في فقرتنا هذه ما يبرر به "نيتنا لمركسة الحركة وجعل نضالها حطبا لثورة البروليتاريا".

أظن أن هذه النقطة حسمت، أتمنى من السيد سعيد ألا يستغبي القراء مرة أخرى.

سعيد الفرواح مهددا..

"أي تهجم أخر على المؤتمر الدولي الأول للشباب الأمازيغي سيدفعنا إلى نشر أسماء بعض من روجوا لهذا التوجه الكفاحي الأمازيغي الشبح" .. إن السيد سعيد "الديمقراطي جدا جدا" لا يفهم من النقد إلا "التهجم".


وهذه هي التوصية العملية الوحيدة التي أنهى بها السيد سعيد مقاله. وربما هي النقطة الوحيدة التي تعبر عن نيته رغم أنها تحتل حيزا صغيرا وفي نهاية المقال. وهذا ليس جديدا فمن يريد الوصول إلى شيء محدد يقوم بالدوران حوله ليصل إليه في النهاية بعد خوضه غمار جرد التبريرات والحجج والوقائع الملوية عنقها.


يهددنا السيد سعيد بكشف أسمائنا، لكن لمن سيكشف ذلك يا ترى؟ إن مناضلي الحركة الأمازيغية يعرفوننا جيدا شخصا بشخص، ولنا معهم علاقات اجتماعية جيدة. بالإضافة إلى أننا نشتغل معه إما في إطار معين أو داخل الساحة الجامعية. ونحضر دائما في أنشطة الحركة الأمازيغية (سواء داخل الجامعة أو خارجها) ونقوم بنشر أدبياتنا هناك. فمن يا ترى يجهل أسمائنا الشبحية وسيقوم سعيد بإمداده بها. إن الطرف الوحيد الذي لا يعرف ذلك- وهذا مجرد تجاوز فهو يعرف ليس فقط أسمائنا بل حتى لون ملابسنا الداخلية- معروف من طرف الكل ولا حاجة لذكره هنا، وأتمنى من كل جوارحي ألا يكون السيد سعيد يقصده بالضبط. أتمنى ذلك حقيقة. وإن كان يقصده فتلك مصيبة كبيرة. فهل أنت سعيد يا سعيد الفرواح بجعل نفسك أداة له؟


ختاما أتمنى أن يكون لقاءنا المقبل أحسن من السابق، لقاء نضاليا ميدانيا نتساجل فيه حول المستقبل النضالي للحركة وسبل النضال لتحقيق مطالب لغة وثقافة أعي لها موعد الخمسين سنة لفنائها.


وإن عدت عدنا، ونتمنى أن يستمر النقاش بيننا

الأمازيغية والديمقراطية وراء القصد
والنية أبلغ من القصد



علي أموزاي

عضو مكتب الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة/ مكتب فرع بويزكارن
عضو مكتب أطاك المغرب/ مجموعة كلميم والنواحي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire