Ma liste de blogs

mercredi 6 octobre 2010

القوميون العرب بين الخوف على قوميتهم والدفاع عنها بممارسة التضليل

ردا على مقال"الأمازيغ بين إسرائيل والأمم المتحدة للمسمى د.فؤاد بوعلي المنشور بجريدة هسبريس ليوم 27/09/2010
مرة أخرى يأبى دعاة التعريب إلا ممارسة التضليل واللعب على مشاعر المواطنين,فبعد أن تفنن من يسمون أنفسهم بالوطنيين في إلصاق مايسمى الظهير البربري بالأمازيغ,هاهم حفدتهم ومن يسير على نهجهم يستمر في متابعة نفس خطوات التحريف والتزوير والتضليل,والمؤسف له حقا أن يصدر ذلك عن(دكتور) يفترض فيه تحري الحقيقة قبل رمي الناس بالتهم,لكن ماعسى شخص مأجور أن يفعل؟؟

قرأت(مقال) فؤاد بوعلي مرات ومرات وخرجت بنتيجة مفادها أن(مقاله) لايخرج عن دائرة الضغينة والتحايل والحقد الذي يكنه أعداء الأمازيغ والأمازيغية لكل ماهو أمازيغي,كما أنه لايخرج عن دائرة الخوف على القومية العربية التي لازال الحلم بها يعشعش في عقول أمثال بوعلي,فعوض أن يناقش الكاتب موضوع الخونة الصحراويين الذين خانوا الوطن لعقود وانضموا لجبهة البوليزاريو,وبعد أن سئموا وملوا من حياة المخيمات أو بعد خلاف مع رؤساءهم,أو بعد أن تم إغراءهم واستمالتهم بالمال والله أعلم,حولوا وجهوهم صوب المغرب,وأصبحوا بذلك أبطالا من الطراز الأول,وكأنهم لم يخونوا الوطن يوما,مع العلم أن خيانة الوطن لايمكن أن تمحى بالتقادم,ولست هنا بحاجة لذكر الأسماء,"فالحر بالغمزة",قلت عوض أن يناقش الكاتب وأمثاله هذه المسألة بكل شجاعة,نجده يتمسك بقشور الأمور ويطوف ذات الشمال وذات اليمين محاولا التفنن في تلفيق تهمه للأمازيغ بالتصهين والتطبيع,وهنا أود أن أتوجه إليه ومن خلاله إلى أمثاله من المحرفين المضللين والمتأمرين على القضية الأمازيغية من إعلام عروبي,وفقهاء,وأشباه المثقفين بعدة أسئلة,أرجو أن تكون له ولهم الجرأة والشجاعة للإجابة عنها:

- تلوم الأستاذ المناضل أحمد الدغرني على الزيارة التي قام بها إلى إسرائيل بصفته باحثا في الثقافة الأمازيغية بمافيها الثقافة اليهودية والتي لم يلتق خلالها بأي مسؤول حكومي إسرائيلي,ولاتلوم أمير قطر الذي زار إسرائيل بصفته رئيس دولة والتقى فيها مع المسؤولين الإسرائيليين؟؟

-وتلومه كذلك على قوله بأن القضية الفلسطينية قضية تهم الفلسطينيين,وتنسى أن زعيم قوميتكم,ورائد القوميين العرب-كما يمسي نفسه- القذافي وصاحب "نظرية إسراطين" قال أمام الملايين على قناة الجزيرة في برنامج أكثر من رأي والذي بث يوم15/06/2007 أن القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيين,وهم أدرى بأمورهم؟؟(للراغبين في مشاهدة حلقة البرنامج كاملة يمكنهم ذلك على موقع يوتوب)

-تتحدث عن التطبيع وأنت بصفتك دكتور تجهل أو تتجاهل أصلا ما معنى التطبيع,فالتطبيع في اللغة يعني العودة بالشيء إلى طبيعته,وفي السياسة فهو يعني إرجاع العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية لسابق عهدها,
بعد أن تم قطعها بسبب الحرب أو نتيجة خلاف سياسي بين دولتين,فهل سبق للمغرب أن قطع علاقاته السرية والعلنية الدبلوماسية والإقتصادية مع إسرائيل حتى نتحدث عما تسميه تطبيعا؟؟

-من يجلس إلى طاولة المساومات لاالمفاوضات مع الكيان الصهيوني,وأركز على الصهيوني وليس اليهودي,هل هم العرب والفلسطنيين أم الأمازيغ؟؟

-من وقع ويوقع على اتفاقيات الإستسلام وليس السلام مع الصهاينة هل هم الأمازيغ؟؟

-من يربط علاقات اقتصادية مع إسرائيل هل هي شركة إتصالات المغرب-ونحن جميعا نعرف لمن هذه الشركة-أم هم الأمازيغ المفقرون في وطنهم؟؟

-من إستقبل تسيبي ليفني في طنجة هل هم الأمازيغ؟؟

-من يتأمر على الأخر ويعتقل الطرف الأخر ويتهمه بالخيانة,هل هم الأمازيغ مع الفلسطينيين أم الفلسطينيين فيما بينهم(فتح وحماس)؟؟

-لماذا لاتناقش وبكل شجاعة;من هجر ألاف اليهود المغاربة إلى إسرائيل,ومن المسؤول عن معاناتهم الناجمة عن صعوبة اندماجهم مع اليهود ذوي الأصول الأوربية؟؟

-من يصر على جعل القضية الفلسطينية قضية عربية هل هم الأمازيغ أم القوميون العرب وتلامذتهم أمثالك؟؟

-تلومون من تسمونهم ب"ببعض الأمازيغ"وأنتم تقصدون بالبعض كل الأمازيغ -رغم محاولاتكم الماكرة إخفاء ذلك- على قولهم بأنهم يتضامنون مع فلسطين من باب الإنسانية,هل تريد منهم أن يقولوا بأنهم يتضامنون معها من باب العروبة و الإسلام كما تصرون أنتم على ذلك,مع العلم أن الإسلام لايهمكم في شيء فهناك شعوب إسلامية تقاتل ولامن يتضامن معها أويقدم لها الدعم فقط لأن دينها ليس هو العروبة,بل ربما تجهلون حتى بوجودها,كشمير,الشيشان,داغستان,الطوارق...!!الأمازيغ ليسوا عربا فكيف تريدهم أن يتضامنوا مع فلسطين بالعروبة أو من أجلها؟! والفلسطينيون ليس كلهم مسلمون,بل منهم المسيحيون يعانون أيضا,ومنهم من تصاهر مع اليهود,ومنهم من أخواله يهود,ومنهم دون ذلك,فهل ينبغي لنا التضامن مع كل الفلسطينيين أجمعين أم فقط مع العرب منهم,مع العلم كما قلنا أن العرب ليسوا كلهم مسلمين,وليس كل المسلمين عرب؟!إذن وضع القضية الفلسطينية في إطار إنساني هو أوسع وأشمل,وعليه يحق بل ويجب على كل الضمائر الإنسانية الحية التضامن معها وإلا فإنها قضية تخص العرب وبدرجة أقل المسلمين وأنتم من يصر على جعلها كذلك وليس الأمازيغ.

-إن معاتبتكم بل اتهامكم للأمازيغ بتهمة غريبة بل ومضحكة والمتمثلة في اعتبار القضية الفلسطينية قضية إنسانية هو اعتراف منكم عن غير وعي بإنسانية الأمازيغ,وكونية أفكارهم وتصوراتهم وتضامنهم مع كل القضايا الإنسانية وهذا فخر لهم,أما أنتم فعنصريتكم وقوميتكم تجعلكم لاتعرفون إلا العروبة وتجهلون معنى الإنسانية!!

-في نفس السياق دائما دعني أسألك سؤال:هل تريد أن نعتبر قضية فلسطين قضية وطنية؟!نحن في المغرب عندنا "فلسطينات",أو من هم أشد بؤسا من الفلسطينيين ولا أحد يتضامن معهم,أو يخرج في مسيرات مليونية لمساندتهم والتنديد بأوضاعهم المزرية,ماعدا المظاهرات التي تؤطرها الحركة الثقافية الأمازيغية هنا وهناك,ولها الحق بل من واجبها أن تفتخر بذلك,عندنا أنفكو,أيت عبدي,قرى الأطلس المتوسط والكبير,قرى الجنوب الشرقي...تعيش تفقيرا وتهميشا في مختلف مناحي الحياة حتى أن بعض وسائل الإعلام وصفتها ب"القرى البدائية",عندنا قضايانا الوطنية الحقيقية;البطالة,الهجرة أو الأصح التهجير,عندنا الفقر,عندنا أزمة حقيقية يتخبط فيها قطاع التعليم والصحة والنقل... وما تجهله أنت وأمثالك أن مؤشرات التنمية البشرية بقطاع غزة من تعليم وصحة أفضل وأعلى بكثير مما هي عليه في الرباط,فمابالك بأنفكو أو مسمرير أو ألنيف التي يبدو أنك وأمثالك تعرفون قرى غزة وأزقتها أكثر مما تعرفون القرى المغربية ؟!عندنا الفساد والرشوة والمحسوبية والزبونية مستشرية في جميع القطاعات وداخل كل الإدارات والمؤسسات,عندنا الشطط في استعمال السلطة ومصادرة حرية الرأي والصحافة,والإعتقالات السياسية التعسفية,عندنا قضية سبتة ومليلية المسلوبتين,بينما تفضلون أنتم الدعوة للخروج في مسيرات مليونية للتضامن مع غزة -التي يدور الصراع حولها بين فتح وحماس أكثر مما يدور بين فلسطين وإسرائيل-ولاتتجرأون على فعل ذلك من أجل سبتة ومليلية مع العلم بتزايد التحرشات الإسبانية,والزيارات المتكررة لمسؤوليها للمدينتين,بل وتوجه"نشطاء" إسبان لإعلان تضامنهم مع مايسمى بالجمهورية الصحراوية,وهذه قضية وطنية أخرى جوهرية تحيلنا على قضية ليست أقل أهمية وخطورة;وتتمثل في فشل"الدبلوماسية الفاسية",بل و"السياسة الفاسية" برمتها في مختلف المجالات من اقتصاد,تعليم,صحة,رياضة,ثقافة,علاقات خارجية...؟! هذه هي القضايا الوطنية الحقيقية للمغاربة,والتي لم أذكرمن بينها القضية الأمازيغية وحساسيتها الكبيرة,ليس لعدم أهميتها,بل لأنها هي أصلا ما دفعك إلى(الكتابة) وممارسة التضليل وتلفيق التهم للأمازيغ,ولأنها كذلك هي ما حفزني للرد عليك وعلى كل المتأمرين عليها,أفليس هذا أكبر دليل على أنها قضية وطنية ذات أهمية بالغة؟؟! أما أنتم فإنكم تحلقون خارج السرب,أجسادكم في المغرب و(عقولكم)في غزة,حيث تحاولون شغل الناس بقضايا بعيدة عنهم كل البعد وتحويل أنظارهم صوب غزة حتى لاتبقى لهم دقيقة واحدة للتفكير في قضاياهم ومشاكلهم الحقيقية,فكيف تريد لأب أو أم أن يتضامن مع فلسطين أوغيرها بينما يرى أطفاله يموتون تباعا بالبرد والجوع ولا أحد يعرف عنهم شيئا أو يعلن تضامنه معهم أو يرسل لهم طائرات من المساعدات,كيف تريد لرجل أو طفل أو طفلة يرون أمهم تموت في المخاض بسبب انعدام المستشفيان أن يتضامنوا مع غيرهم وهم أحوج مايكونون للتضامن والدعم والمساندة,كيف وكيف وكيف,أسئلة لا لك من الإجابة عنها قبل الإنتقال للإجابة عن أسئلة الفليسطينيين؟؟.

هذه فقط نقط من فيض تضليلاتكم وتخريفاتكم التي لم يعد يصدقها حتى الحمقى والبلداء,فبعد أن استغل أجدادكم وأساتذتكم سذاجة الأمازيغ ووفاءهم لوطنهم,وأمروهم بالتوجه للجبال لمحاربة"الكفار",بينما كانوا يطبخون لهم مؤامرة"الظهير البربري",ويبنون صنم سموه"الحركة الوطنية",قلت بعد أن نجح أساتذتك في ذلك,يأتي أمثالك وبطريقة أخرى أكثر تقدما باستغلال الجرائد الإليكترونية للتأمر على الأمازيغ ومحاولة فرض الوصاية عليهم بالتضليل والتزوير والكذب,ولو أن أمازيغيا كتب عن ضرورة محاكمة الخونة الصحراويين الفارين-ولا أقول العائدين- إلى أرض الوطن لتهم بالسعي لزرعة البلبلة والتفرقة والفتنة,وبأنه يتلقى تمويلا من جهات أجنبية رغم عدم توفركم على حجة أو دليل,وغيرها من التهم التي لاتتفنون إلا في تلفيقها وصناعتها فهل تقبلون بأن نتهمكم بتلقي التمويل من دول الخليج وإعلامها الذي شن ويشن حملة شرسة على بلادنا(بوقتادة,بونابيل,مسلسل العار وعدم إدراج الصحراء الغربية على خريطة المغرب... والبقية ستأتي)؟؟إن صناعتكم تلك-أي صناعة التهم- صناعة بائرة كاسدة فاسدة,لأن الأمازيغ اليوم ليسوا هم أمازيغ الأمس,فلكثرة إحتكاكهم بكم,واطلاعهم على نوايكم الخسيسة,وقلوبكم المتأمرة الجاحدة,ومخططاتكم العنصرية,وسياستكم القائمة على الكيل بمكيالين,وحلال عليكم حرام علينا, أصبحت لهم المناعة والقدرة على الوقوف لكم ولخرافاتكم بالمرصاد,وهذا ربما ما لاتستيطع أنت وإخوتك هضمه بعد.

أنتم معشر القومجيين العرب تحاولون دائما خلط الأمور والمفاهيم وذلك للعب بمشاعر الناس,فأنتم لاتفرقون بين الصهيونية كإديولوجية عنصرية شأنها شأن القومجية العربية,وبين اليهودية كديانة سماوية يجب احترامها,والشعب اليهودي أو الإسرائيلي كشعب له تاريخه ولغته وثقافته,وإسرائيل كدولة وكحكومة لها سياستها الداخليةوالخارجية,وحتى أوضح لك الفرق دعني أسألك بعض الأسئلة:

*هل كل الإسرائيليين مع الحرب؟؟
*ألا يوجد داخل إسرائيل دعاة سلام شاركوا في قافلة الحرية وعلى رأسهم عضوة بالكنسيت الإسرائيلي إسمها حنين؟؟
*ألايوجد يهود مغاربة ضد الحرب,ومع قيام دولة فلسطينية وعلى رأسهم المفكر إدمون عمران المالح؟؟
*ألايستحق هؤلاء صداقة الأمازيغ؟؟
كفاكم تخريفا وتضليلا أيها القومجيون دعوا عنكم الأمازيغ والأمازيغية في سلام,واهتموا بأموركم فذلك أولى لكم,فأنتم لاتتقنون إلا فن تلفيق التهم,وتنسون أنفسكم وأسيادكم,وكفى أن تحملوا اليهود-كل اليهود- والإسرائيليين أوزار الصهاينة.
الكاتب: مصطفى ملو

jeudi 30 septembre 2010

الإسلاميون و الأمازيغية وسؤال الصهيونية والفتنة والعمالة للخارج...

رشيد الحاحي

ترددت كثيرا في التوقف عند ملف العدد 2463 لـ 3-5 شتنبر 2010 من جريدة "التجديد"، وصياغة رد تحليلي عما ورد فيه من مغالطات وتهجم على الحركة الأمازيغية في المغرب، لأنني سبق أن كتبت عن "تعاويذ الإسلاميين ومهازل النقاش العمومي" بعد أن أكدت لنا التجربة أن هذا النقاش لا يتطور حيث لا يتورع أصحاب "التجديد"، عند كل مناسبة وغير مناسبة عن تكرار نعوتهم وتهجمهم. إلا أن أبعاد هذا النقاش الذي انضمت إليه قناة الجزيرة وجرائد أخرى صادرة بالمغرب، صار يتطلب توسيع دائرة تناوله العمومي من أجل توضيح الأمور وتقريب الرؤى.

فخطورة خرجة "التجديد" الأخيرة، والشكل المثير الذي صيغت به عناوين الملف المشار إليه وبالبند العريض، إضافة إلى أن الجريدة الناشرة هي لسان مكونات أساسية من الحركة الإسلامية، تتمثل في أن الأحكام وصيغ التهويل ووهم الوصاية التي أغرقت بها قراءها، هي من صميم الخط الإيديلوجي "الجهادي" لهذه الحركة في علاقتها بالأمازيغية وفي تكتيكها الدعائي للنيل من مشروعيتها ومكانتها في وجدان ووعي شرائح عظمي من المواطنين المغاربة. ونظرا لذلك، تبدت لي المناسبة مواتية لمناقشة افتراءات الحركة الإسلامية ومواضع الخلاف بينها والحركة الأمازيغية، وذلك انطلاقا من الكيفية المغرضة التي وظفت بها الجريدة المعنية صدور تقرير لباحث من جامعة تل أبيب حول العلاقات الإسرائيلية المغاربية لتكرر تعاويذها اتجاه الأمازيغية وربطها بعبارات "الصهيونية" و"الاختراق" و"المؤامرة" و"ورقة للتوظيف"... وذلك بهدف تقزيم خطابها وشيطنته وتأليب وجدان المواطنين ضده، بل أنها تدعو "الدولة والفاعلين السياسيين إلى إعادة تقييم الموقف من الأمازيغية بناء على المعطيات الجديدة وتحصين المغرب من الفتنة" !

إستراتيجية التهويل والتخوين

فبالبند العريض، وكعنوان رئيسي لملفها كتبت ""التجديد على الصفحة الأولى: "مخطط إسرائيلي لاختراق الحركة الأمازيغية في المغرب العربي"، وجاءت عناوين المواد التي تضمنها الملف كما يلي: "الأمازيغية والرهان الإسرائيلي"، و"التوظيف الدولي والصهيوني للورقة الأمازيغية"، مشيرة إلى أن هذه الحقائق كشفتها دارسة حديثة، قامت هيئة تحرير الجريدة بسبر أغوارها وكشف نواياها وأهدافها، فاستبقوا الخطر استباقا وفضحوا المخطط فضحا فنذروا نذيرا، وحرفوا التقرير تحريفا وافتروا على الأمازيغية افتراء، فكانت تلك العناوين والأحكام والدعوات.

الدراسة المطية مقال لباحث إسرائيلي في الدراسات المغاربية، بروس مادي وايزمان، من مركز موشي ديان للدراسات الشرق الأوسطية بجامعة تل أبيب، منشورا بدوريةIPRIS التي يصدرها "المعهد البرتغالي للعلاقات الدولية والأمن". ولقد قام الباحث من خلال مقالته بتشخيص لحدود وإمكانيات العلاقات المغاربية الإسرائيلية انطلاقا من وصف للعديد من أبعاد هذه العلاقات ومختلف العوامل التاريخية والدبلوماسية والاقتصادية التي تؤثر فيها، ليدرج في نصف صفحته الأخيرة تشخيصا وصفيا لحالة الخطاب الأمازيغي في المغرب ومقولاته، ومواقف القوميين العرب والإسلاميين منها، وكيفية تعاطي هذا الخطاب مع الصراع العربي الإسرائيلي ودعوته إلى التركيز على المشاكل الحقيقية للمغرب. وأشار التقرير كذلك إلى "ما أثير مؤخرا من ضجة بخصوص ما نقل عن تعليقات لإمام بالرباط حول أن الحركة الأمازيغية ليست سوى إسفين توظفه الصهيونية للتغلغل في المغرب".

فعندما ينتهي القارئ من تفحص هذا المقال الذي ليس تقريرا استراتيجيا ولا صادرا عن مؤسسة حكومية أو جماعة يهودية أصولية...، ويقارنه بما ورد في صفحات "التجديد" ، يتساءل عن سند الجريدة في صياغة هذه العناوين والأحكام، وعن علاقة الأمازيغية بتلك الملحقات الدعائية المغرضة التي دأب إسلاميو المغرب على تكرارها كل ما أرادوا الخوض في النقاش البوليميكي حول الأمازيغية. فلا أثر يذكر في المقال المعني يفيد ما تدعيه الجريدة من وجود "مخطط لاختراق الحركة الأمازيغية" بقدر ما يقدم التقرير، عموما، رصدا موضوعيا لأشكال الاختلاف المعروفة في الرؤى بين الأمازيغيين والقومين والإسلاميين، باعتبارها أبرز الخطابات المتداولة في الساحة المغربية، وهنا يتضح جليا خيار التحوير والتأويل المحرف الذي طغى على مواد الملف. أما الخلاصة المستفادة من كيفية تناول هذا المقال وتوظيفه من طرف جريدة "التجديد" فهي أن الأمر أبعد ما يكون من ملف صحفي مهني، بغض النظر عن مضمونه ، بل يتعلق بالأحرى بحملة تشويه وشيطنة مقصودة، وتهجم مبيت، لا يخاطب ذكاء وعقل المواطن، بقدر ما يستهدف زرع وتكريس فوبيا لاعقلانية على مستوى اللاشعور اتجاه كل ماله علاقة بالأمازيغية. بل أن الذي يتأكد كل مرة، وبجلاء، أن اختلاق أمثال هذه القضايا الوهمية، لا يعدو كونه ذريعة للخروج بمثل تلك الأحكام الوصائية والعناوين الملغومة وقصف اللاشعور الجمعي بها لاستعداء العامة ضد الحركة الأمازيغية ومناضليها ومثقفيها.

هذا التزييف تمثل في الشكل الانتقائي والاختزالي الذي تعاطت به مواد الملف مع المقال المعني ومع خطاب الحركة الأمازيغية في المغرب، حيث تحول الموقف من صراع الشرق الأوسط الذي أشير إليه في مضمون المقال من خلال إيراد الخلاف الإيديولوجي القائم بين الحركات الإسلامية والقومية والحركة الأمازيغية، وبعبارات واضحة، ليصبح الذريعة والمحرك الذي جعل الجريدة تؤول على هواها ما ورد في التقرير من وصف لجوانب معروفة من الخطاب الأمازيغي وتعتبرها ما أسمته "مرتكزات الإستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة التحدي الذي يعترض التطبيع ومواجهة خطاب الإسلاميين والقوميين".

وحتى يتضح ذلك ندرج ما كتبه الباحث بهذا الصدد وهو كالأتي: " لقد كانت الحركة الأمازيغية ومنذ وقت طويل هدفا لاتهامات القوميين العرب والإسلاميين بأنها تخدم مصالح الامبريالية الغربية، وذلك نتيجة رفضها للرواية العربية الإسلامية وتأويلها التاريخي والحضاري، وكذا لتماهيها مع النموذج الكوني كما هو متبنى ضمن الأوساط الفكرية الغربية، والخطاب العام للحركة الأمازيغية ينتقد الحركات القومية العربية والإسلامية لعدم تركيزها على المشاكل الحقيقة للمغرب". وبالمقابل ذكر التقرير في بداية هذه الفقرات التي خصصها للأمازيغية أن "الإسلاميين المغاربة كانوا شديدي النقد للحركة الأمازيغية لعدة اعتبارات ومنها عدم تضامنها " بما يكفي" مع الفلسطينين".

لعل أخلاق الحكم الموضوعي لن تسمح لنا سوى باعتبار هذه العبارات رصدا موضوعيا لما هو معروف للخاص والعام من خطاب الحركة الأمازيغية ومواقفها الديمقراطية والإختلافية، كما تتضح نزاهة الوصف في استعمال عبارة "بما يكفي" التي تدل على أن إطار الحكم القيمي والمواجهة الإيديولوجية التي يقودها الإسلاميون ضد الحركة الأمازيغية عندما يتعلق الأمر بفلسطين، هو وهم الوصاية الذي ينتاب هؤلاء عبر سعيهم إلى فرض تصورهم ومواقفهم وشعاراتهم على الآخرين، تلك التي يستمدونها من مختبرات حماس وحزب الله والمؤتمرات القومية، بعيدا عن المقاربة المغربية وشكل تضامنها الإنساني المختلف.

تكتيك الانتقائية والتحريف

ما يثير الاندهاش أكثر هو الكيفية التي تغاضت بها الجريدة عن معطيات هامة وحساسة وردت في المقال حول العلاقات الإسرائيلية المغربية، لتنتقي معطى جزئيا ثانويا وتحوله بشكل بروبغاندي إلى مطية للتهجم والتهويل وشيطنة الحركة الأمازيغية، وبالخصوص التأكيد الذي حمله المقال على أهمية وإستراتيجية العلاقات المغربية مع إسرائيل منذ الاستقلال، والأدوار التأمينية والدبلوماسية التي لعبتها اللوبيات اليهودية لصالح النظام المغربي داخليا وإقليميا ودوليا. بل أن جريدة "التجديد" اعتبرت بشكل صريح أن "اللوبي الإسرائيلي في واشنطن يضغط للرفع من المساعدات الأمريكية لصالح المغرب، كما يضغط لدعم موقف المغرب من الصحراء، وذلك من أجل التسريع في مسار التطبيع"، وكأن لسان حالها يقول: علينا التضحية بالصحراء والمصالح الوطنية للمغرب فداء لحماس ولتصورها السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي التي تنبري لإعطاء الدروس للمغاربة في الوطنية فتطالبنا " برؤية لمواجهة، ما سمته، أشكال الاختراق التي تستثمر الورقة الأمازيغية ضدا على المصالح الوطنية والإستراتيجية للبلاد" !

أما التجاء الجريدة لنشطاء وهميين متخصصين في "الشأن الأمازيغي" ، فيثير ألف سؤال حول أين يختفي هؤلاء عندما تناضل الإطارات الأمازيغية وفاعلوها من أجل الحقوق اللغوية والثقافية والاقتصادية للإنسان المغربي؟ إن هذا الاستحضار دليل أخر على تعاطيهم الانتهازي والمغرض مع هذا الشأن، حيث لا نسمع بآرائهم إلا كلما استدعت الحاجة تبرير ودعم التهجم على الصوت الأمازيغي .

ويبلغ التحريف ذروته حينما يدعي أصحاب "التجديد" بأن الإستراتيجية الإسرائيلية تتمثل في "المراهنة على فاعل غير عربي" هو الحركة الأمازيغية، حيث ثم وضع هذه العبارة بين مزوجتين بما يفيد أنها مقتبسة من "التقرير"، مما يمثل حقا تزويرا ثابتا وتوظيفا مغرضا من أجل التضليل. وللأمانة نورد العبارة التي حرفها أصحاب "التجديد" كما جاءت في المقال: "بالنسبة لإسرائيل، شكلت العلاقات مع الرباط امتدادا عربيا لسياسة هوامش الشرق الأوسط، القاضية بتنمية الروابط مع فاعلين شرق أوسطيين غير عرب لموازنة ضغط دول عربية راديكالية معادية ". وقد جاء هذا الوصف لموقع المغرب في هذه العلاقات في سياق حديث الباحث عن مرحلة جمال عبد الناصر وتاريخ العلاقة الإسرائيلية العربية خلال الستينيات من القرن الماضي. وهنا نلاحظ بأسف كبير كيف بترت الجريدة عبارة "غير العرب" من سياقها في التقرير، وحذفت منها عبارة "فاعلين شرق أوسطيين" ، لكي يوهموننا تعسفا أن المقصود هم الأمازيغ والحركة الأمازيغية، في حين أن سياق الوصف ومنطوق الجملة المبتورة يفيد بشكل واضح أن الفاعلين الشرق الأوسطيين غير العرب المقصودين في الحديث عن تاريخ العلاقات الإسرائيلية هي الدول غير العربية، أي تركيا وإيران في تلك المرحلة، ولا علاقة للأمر بتاتا بحركة تصحيحية واحتجاجية في المغرب اسمها الأمازيغية.

ولتفنيد كل مزاعم جريدة "التجديد"، وتأكيد توظيفها لهذا المقال لتعويذ أحكامها وربطها المغرض للأمازيغية بالصهيونية، نذكر بأن الجملة التي أنهى بها الباحث مقاله هي: " عموما، فأي تحسن في العلاقة السابقة لإسرائيل مع الدول المغاربية رهين بتحقيق تقدم وازن في الدبلوماسية العربية الإسرائيلية". فلماذا يتغاضى الإسلاميون عن هذه الحقيقة وهذه الإستراتجية الفعلية التي تمارس أمام أعينهم كل يوم، والتي تضع وجودهم السياسي الشكلي في طريق الانقراض، ويقدموا على مصارعة طواحين الهواء بالافتراء على الأمازيغية وحركتها الديمقراطية التعددية؟ الجواب بكل بساطة هو أنهم جزء من لعبة لا يدركونها.

من الذي يخدم حقا الأجندة الخارجية؟

ما دمنا بصدد تهمة الاختراق من طرف جهات خارجية وخدمة أجندة أجنبية، فلقد حان الوقت لطرح هذا السؤال لمعرفة حقيقة ما يقع في فضاء المغرب المعاصر. فيستوجب التوقف للتساؤل حول إذا ما كانت سوريا وإيران أو فلسطين أو تركيا أجزاء من الوطن المغربي، أم أمما خارجية مستقلة؟ ! إن الحقيقة الصارخة هي أن حركات الإسلام السياسي والقومية العربية في المغرب هي المخترقة من طرف الجهات الخارجية، ذلك أن أيا من الخطوط الإيديولوجية لهذه الحركات وأجهزتها المفاهيمية ومتونها البلاغية لا ينبع من واقع المغرب ولا يتبنى همومه، بل كلها وصفات جاهزة مستوردة، كما أن أجندة هذه الحركات السياسية وتحركاتها "النضالية" في المغرب،جلها رهينة الإشارات الواردة من تلك المصادر، وتتماشى وتقلبات الصراعات البينية والإقليمية أو الدولية لدول ومحاور خارجية. وهي التبعية التي يتم تسويقها في المغرب تحت شعارات الإجماع حول ثوابت النضال والالتزام القومي... دون أن يفتح النقاش حول مشروعية تلك الخيارات وحول إن كانت تخدم المصالح الوطنية والإستراتيجية الحقيقية للبلاد. أما الخلاصة فهي أن حركات الإسلام السياسي والقومية العربية عندنا، والتي لم تجد طريقة أخرى للتأسيس لشرعيتها سوى عبر استهداف أمازيغية المغرب، هذه الحركات لا تعدو كونها تمثيليات محلية لمصالح دول ومحاور أجنبية تجاهد لجعل المغرب عمقا حيويا وامتدادا استراتيجيا لها، ووسيلتها في ذلك قرصنة ضمير وطن بأكمله وتوجيهه لاستعماله كورقة ضغط ومزايدة لصالح أطراف خارجية في صراعاتها البينية أو الإقليمية أو مع القوى الدولية، سواء تعلق الأمر بالنزاع الفلسطيني الداخلي، أو صراع كل من إيران ودمشق مع الولايات المتحدة لضمان مصالحهما الوطنية والإقليمية، ومؤخرا عمليات شد الحبل التي تخوضها تركيا ضد الاتحاد الأوربي.

"ذنب" الحركة الأمازيغية استقلاليتها

أما موقف الحركة الأمازيغية من الصراع الشرق الأوسطي فلقد كان دائما واضحا لا يحتمل أية مزايدات، وهو ضرورة إيجاد حل سلمي وعادل يضمن حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة في وطن مستقل خاص به، كما يضمن الشيء ذاته للشعب الإسرائيلي، وهو موقف ينبني على مقاربة وتحليل عقلاني للمشكلة. ويبدو أن ذلك ما يثير حفيظة محترفي التجييش الانفعالي واختزال الشعوب إلى حشود من الإسلاميين والقوميين الذين يرون في أي رأي يخالف قناعاتهم المملاة من الخارج زندقة وخيانة. وهو الموقف نفسه الذي انطلقت منه الحركة الأمازيغية في تنديدها بالكيفية التي خاضت بها إسرائيل حربها على مدنيي غزة سنة 2008، وإعلان الجمعيات الأمازيغية تضامنها عبر ربوع المغرب بإلغاء حفلات رأس السنة الأمازيغية لذاك العام.

أما بخصوص مبادرات بعض النشطاء الأمازيغ في التواصل مع جهات مدنية وثقافية إسرائيلية، خاصة ذات الأصول المغربية القروية، عبر تأسيس جمعية صداقة مشتركة، فإنها ليست أول أو آخر أشكال التواصل الغير الرسمي بين أطراف من المغرب وأطراف إسرائيلية. هذه المبادرات، من حيث المبدأ، لا يمكن إلا أن تحترم من وجهة نضرنا لأنها صادرة عن مواطنين مغاربة راشدين متمتعين بجميع حقوقهم المدنية، دون أن يمنع ذلك من مناقشة جدواها. إن التقرير موضوع الملف يسهب في تبيان مستوى العلاقات والتنسيق الغير المنقطعين بين المغرب الرسمي وإسرائيل رغم غياب علاقات دبلوماسية، وإلى جانب ذلك فالجميع على اطلاع على وثاقة العلاقة الثقافية والفنية بين العنصر الأندلسي على سبيل المثال، واليهود الإسرائيليين من أصول مدينية، وكثيرا ما تجلت هذه العلاقة على شاكلة مبادرات موسيقية مشتركة أو معارض للأزياء التقليدية... وتقدم كمبادرات لإعلاء صوت السلم والتسامح وتجاوز الاختلافات. ولم يسجل أبدا أن أثار ذلك ردة فعل تذكر من طرف أصحابنا من الأوصياء على الضمير المغربي، مما يعني أن أسلوب التخوين والضجة الذي تجابه به مبادرات الحوار الأمازيغية دون غيرها، يعكس مرة أخرى حساسية الإسلاميين والقوميين اتجاه أي فعل يستشف منه مقدرة الإنسان الأمازيغي على أخد المبادرة وممارسة اختلافه، والتحرر من قوالب التنميط والاستعباد المفروضة عليه منذ قرون.

إن ذنب الحركة الأمازيغية الوحيد هو صدق انتمائها لهذا الوطن دون غيره من الأوطان، وغيرتها على مصالحه وسعيها الدءوب لتحريره من التبعية لأية قوة خارجية شرقية كانت أم غربية، وسعيها لبناء كيان مغربي كامل الاستقلالية، قوي ومعتز بذاته، يقف الند للند في علاقاته مع الأخر عربيا كان أو عبرانيا أو فارسيا أو تركمانيا أو غربيا ... ويبدو أن هذا بالضبط هو سبب استهدافها.

lundi 27 septembre 2010

الأمازيغ بين التقرير الأممي والدراسة الإسرائيلية

أحمد عصيد

Monday, September 27, 2010

هل كان من قبيل الصدفة أن تثار زوبعة فنجانية حول دراسة إسرائيلية تتحدث عن إمكان التقارب بين أمازيغ شمال إفريقيا وإسرائيل، وهي دراسة فارغة من حيث المعطيات ولا تتعدّى مستوى التخمين، في الوقت الذي صدر فيه تقرير أممي على قدر كبير من الأهمية، عن لجنة الأمم المتحدة المكلفة بالقضاء على جميع أنواع التمييز العنصري، وهو التقرير الذي لم يلتفت إليه أحد، ولم تعطه الأهمية التي يستحق ؟

إن السعي إلى إغراق المطالب الديمقراطية للحركة الأمازيغية في انشغالات ثانوية كمثل مخططات إسرائيل هو لعبة قديمة ما فتئ يعمد إليها دعاة التعريب المطلق والأسلمة الشاملة، فأفضل وسيلة لصرف النظر عن الصومعة التي سقطت هي تعليق "الحجام" على رأي المثل المغربي السائر، غير أن التقرير الأممي أعاد الأمر إلى نصابه بقوة، فالحكومة المغربية متهمة دوليا بالعنصرية، و بممارسة الميز ضدّ الأمازيغ رغم كل الخطابات التي كرستها في السنوات الأخيرة، والتي لم تكن تطابق في المستوى المطلوب واقع الحال، وهي تهمة من شأنها أن تضعف موقع بلدنا وتمس بمصداقيته في المنتظم الدولي، لأنه ضمن البلدان الموقعة على الإتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال الميز العنصري 1969، وهو ملزم بتنفيذ مقتضياتها.

لاحظت اللجنة الأممية على المغرب عدم قيامه بالمتعين فيما يخصّ الإعتراف بالأمازيغية في الدستور، حيث ما زال القانون الأسمى للبلاد يتجاهل كليا وجود الأمازيغيين، ويعاملهم كما لو أنهم لا لسان ولا ثقافة ولا هوية لهم، وذلك منذ أن بنيت إيديولوجيا الدولة المركزية بعد الإستقلال على استيعاب الأمازيغ وتذويبهم في النسيج العربي باستعمال الدين الإسلامي الذي لا يؤخذ كعقيدة فقط بل كوسيلة تعريب و تحويل للهوية أيضا. ولهذا لم يكتب النجاح لكل التدابير التي تمّ الإعلان عنها منذ سنة 2001 من أجل "النهوض بالأمازيغية"، لأنها تدابير كانت تفتقر إلى الإطار القانوني وإلى الحماية الدستورية، مما أدّى بالعديد من المسؤولين إلى اعتبارها مجرد تدابير "اختيارية" غير ملزمة، وترك الباب مشرعا أمام السلوكات الإنتقامية لذوي العقليات القديمة التي صنعتها سياسة الإقصاء على مدى خمسين سنة.

وأوصت اللجنة بضرورة الإدراج الفعلي للأمازيغية في النظام التربوي المغربي، وهي العملية التي تزعم الحكومة المغربية أنها تسير على ما يرام في الوقت الذي تعرف فيه تراجعات خطيرة تنذر بالأسوإ في حالة ما إذا أقرّ المجلس الأعلى للتعليم ما من شأنه أن يؤدي إلى التراجع عن إلزامية اللغة الأمازيغية وتعميمها وتوحيدها و كتابتها بحرفها الأصلي تيفيناغ.

وسجلت اللجنة كذلك استمرار منع الأسماء الأمازيغية في مكاتب الحالة المدنية المغربية، باعتبارها "أسماء غريبة" أو "غير مغربية"، وأوصت بضرورة القطع مع هذا السلوك العنصري الذي سبق وأن كان موضوع إدانة من المنظمة الدولية هيومن رايت واتش.

وأوصت اللجنة بضرورة إنجاز دراسة سيوسيواقتصادية موضوعية حول مكونات الشعب المغربي و تحديد الخريطة اللغوية للناطقين بمختلف اللغات، وهو مطلب إن كان لا ينسجم تماما مع مطالب الحركة الأمازيغية التي تعتبر الأمازيغية ملكا لكل المغاربة بدون تمييز إثني أو عرقي، إلا أنّ الدافع إليه معلوم ومفهوم وطلما نبهنا إليه وندّدنا به، وهو إصرار الحكومة المغربية على استعمال ذريعة "التمازج بين العنصرين العربي والأمازيغي" من أجل الإلتفاف على حقوق الأمازيغ في لغتهم و ثقافتهم وهويتهم، والإنتهاء إلى فرض سياسة التعريب، حيث لا ينتج عن التمازج المذكور شعب مغربي موحد في تنوعه وتعدد مكوناته، بل "شعب عربي" ذي لغة واحدة ودين واحد وهوية واحدة، مما جعل واقع التمازج الإثني والعرقي الذي هو حقيقة تاريخية يتحول في إيديولوجيا السلطة وخطابها الرسمي إلى إحدى آليات التعريب المطلق، حيث يصنف المغرب نفسه رسميا ضمن "الدول العربية" وعضوا بـ"الجامعة العربية" وأحد بلدان "المغرب العربي" إلخ.. فالسياسة الإستيعابية المليئة بالطابوهات، والتي انتهجتها الدولة المغربية هي التي جعلت الأمازيغ يظهرون كأقلية إثنية مضطهدة في بلد عربي، رغم أنهم يمثلون في الواقع غالبية الشعب المغربي.

وأوصت اللجنة الأممية المغرب بأن يعمل على التنصيص في دستوره على سموّ التشريعات الدولية على القوانين الوطنية، وهو مطلب من مطالب الحركة الأمازيغية و الحركة الديمقراطية المغربية عموما، والتي ترمي من ورائها إلى ضمان الحدّ من استعمال ذريعة "الخصوصية الدينية" من أجل خرق الحقوق الأساسية للمواطنين .

ولم تنس اللجنة أن توصي الدولة المغربية بضرورة إصلاح قانونها الجنائي وتضمينه تدابير تسمح بتجريم المواقف والتصريحات والسلوكات التي تهدف إلى نشر أفكار أو مبادئ عنصرية، وهي التدابير والقوانين التي بسبب غيابها لم تكن العنصرية ضدّ الأمازيغ أو ضدّ لغتهم تعتبر عنصرية فعلية، حيث كان يلتمس لها العذر على أنها سلوكات "وطنية" نابعة من "الغيرة على وحدة البلاد" وعلى "لغة القرآن" وعلى القانون، كما كان يحدث وما يزال داخل المحاكم والإدارات والتلفزات والإذاعات والصحافة الحزبية المكتوبة وحتى في الأماكن العمومية.

وأوصت اللجنة كذلك بأن يعمل المغرب على النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين في مختلف القطاعات وعلى الحرص على عدم وقوع المواطنين الناطقين بالأمازيغية ضحية سلوكات تمييزية في الإدارة المغربية وخاصة في قطاع الصّحة والعدل والأمن.

وفوق هذا كله أوصت اللجنة الأممية المغرب في نهاية تقريرها بإبلاغ الرأي العام المغربي بمضامين التقرير والعمل على إطلاع المواطنين المغاربة على ما جاء فيه، والتحسيس بالملاحظات التي أبدتها اللجنة الأممية للدولة المغربية وهو ما لم تقم به الحكومة المغربية في وسائل إعلامها الرسمية، كما لم تقم به الصحافة المغربية الحزبية منها والمستقلة، بل إنهم لم يسكتوا فقط عن تقرير بهذه الأهمية، بل إنهم عمدوا إلى إشاعة تقرير ملفق وغير موضوعي ولا علاقة له بالسياق المغربي أو بالحركة الأمازيغية، وهو التقرير الإسرائيلي الذي قدم بشأنه تأويل سياسي مبالغ فيه، والهدف طبعا واضح: التعمية على التقرير الأممي والتشويش عليه من جهة، ومحاولة إلصاق الفشل العربي في موضوع فلسطين بالأمازيغ، وقد بلغت بعض الصّحف من الصفاقة وقلة الذوق أن نشرت عناوين في صدر صفحتها الأولى من مثل "إسرائيل تحاول اختراق المغرب عبر الحركة الأمازيغية"، وكأن إسرائيل لم تخترق المغرب عبر نظامه السياسي الذي خصص لها مكتبا بالرباط وأقام علاقات اقتصادية ومبادلات منذ عقود، وكأن آل الفاسي الفهري الحاكمين لم يستقبلوا وزيرة إسرائيلية بطنجة، وكان بعض الأعضاء من مجلس النواب ومجلس المستشارين المنتمين لأحزاب "الحركة الوطنية" لم يقيموا المآدب في بيوتهم بالرباط لجنرالات وضباط في الجيش الإسرائيلي ولموظفين سامين في دولة إسرائيل، وكأن فنانين من أجواق الطرب الأندلسي والملحون لا يزورون إسرائيل عدة مرات في السنة، و كان عدد المغاربة من زوار إسرائيل لا يناهز سنويا 24 ألف مغربي.

أعتقد أنه قد آن الأوان للكشف عن حقيقة العلاقة بين المغاربة وإسرائيل بكل واقعية، خارج الهتاف الشعاراتي للقوميين والإسلاميين، ونحن لا نقول ذلك من أجل التشهير بأحد أو التحريض ضده، بل فقط من أجل أن يعلم الناس أن "التطبيع" إن وجد بالمغرب، فلن يكون شأنا أمازيغيا أو من اختصاص الأمازيغ

vendredi 17 septembre 2010

التعريب...التخريب

أود أن أتطرق في هذا المقال إلى بعض الخطوات التي حققها بعض الإستقلاليين في مسارهم السياسي الإبادة ثقافتنا و هويتنا، هذه الإستراتيجية التي نهجها رجال الدولة بعد الإستقلال الدين استولو على كل المناصب العليا في البلاد


، هؤلاء هم مؤسسي الحركة الوطنية التي تأسست مباشرة بعد صدور ظهير 16 ماي1930 و التي تعتبر نفسها الحركة التي حررت المغرب من الإستعمار الفرنسي، حيث كانت تصدر بيانات و تنديدات داخل حانات المستعمرين، في حين يتوجد المقاومين الابطال الحقيقيين في الجبال يخوضون معارك شرسة مع الجيش الفرنسي حتى أجبر على التراجع و الإستسلام، هؤلاء الذي نسيهم الزمان و نسيتهم مقررات التاريخ الذي يحكي عن أمجاد الحركة الوطنية التي لم تضحي ولو بقطرة دم لتحرير المغرب.
مباشرة بعد الإستقلال جاء التهافت على المناصب و فرض الأفكار لتسيير الامة، وكانت اول فكرة هو تأسيس حزب الإستقلال الذي يضم كل أعضاء الحركة الوطنية، وكان اول مشروع جاء به هذا الحزب هو مشروع التعريب و القضاء علي الثقافة الوطنية و الاعراف الأمازيغية معتبرين أن الأمازيغ يشكلون خطرا على العرش و يجب إبعادهم من السلطة.
الموضوع الذي يهمنا في هذه المسألة هو مشروع التعريب الذي فشل منذ بدايته إلى يومنا هذا دون تحقيق الهدف المنشود منه في ظل العولمة، هذا المشروع الذي لم يعطي للمغاربة إلا الضعف الثقافي و ارتفاع نسبة الأمية و عدم المواكبة لتطورات العصر، هذا المشروع الذي وقعت علية مجموعة من أطر حزب الإستقلال الذي يرسم خارطته السياسية على حساب المغاربة وليس لصالحهم، باعتبار أن لغة المستعمر هي المهيمنة على المجتمع لذلك يجب تعريب المؤسسات العمومية و تعريب أطرها، و إقصاء اللغة الامازيغية لجهلهم بها و اعتبارها لهجة لا تسمن ولا تغني من جوع، دون مراعات للمرجعية الثقافية و اللغوية للشعب المغربي و لغة التواصل بينهم.
إن من بين الأسباب الرئسية التي أدت إلى توقيع وثيقة المطالبة بتعريب المؤسسات التعليمة هو كون الموقعين متأثرين بأفكار القومية العربية في المشرق و ثأثرهم بحزب البعث العربي الإشتراكي الذي ظهر فشله مند البداية (عدم استقرار الدول التي يحكمها البعثيين)، ثم جماعة الإخوان المسلمين.
اما السبب الاخر هو خوفهم من الامازيغ بعد حصول الريف على الإستقلال قبل المنطقة الوسطى و تأسيس جمهورية الريف في 18 سبتمبر 1921، و التي حصلت على الشرعية الدولية لكن تم إخفاءها عمدا في مقررات التاريخ ولم يسمع عنها أحد، حيث تم نفي مؤسسها عبد الكريم الخطابي من طرف السلطات الإستعمارية و بتعاون مع أعوان السلطان سنة 1926 بحم انه يشكل تهديدا لنفود المخزن.
من هنا جاء المشروع الذي يحمل عمقا إقصاءيا و تهميش باقي المكونات الثقافية المغربية خاصة المكون الامازيغي.
بازي الصديق
الكاتب: بازي الصديق بتاريخ : 2010-09-12 03:13:00

Le grand penseur Amazigh mohamed Arkoun


MUHMED ARKOUN l’intellectuel, l’historien et philosophe Amazigh Mohamed Arkoun né le 1er Février en 1928 à Tawrirt n Mimoun en Kabylie est mort le 14 Septembre 2010 à Paris. Il a été considéré le plus influant dans le domaine des études islamiques. Il a été objet de plusieurs critiques des conservateurs islamiques. Il y a deux ans il avait déclaré à un journal marocain : « si on dit ce qui a été fait pendant les conquêtes arabo-islamique en Afrique du nord, on va déclencher une guerre civile »

Principaux ouvrages de Mohammed ARKOUN :

  • Mohammed ARKOUN et Maurice BORRMANS : L'Islam : religion et société. Interviews dirigées par Mario Arosio Traduit de l'italien par Maurice Borrmans. Ed. du Cerf. 1982
  • Mohammed ARKOUN et Louis GARDET : L'Islam hier, demain. Paris : Buchet-Chastel , 1982
  • l’Humanisme arabe au Xe siècle (1982, Vrin),
  • Lectures du Coran (1982, Maisonneuve et Larose),
  • Pour une critique de la raison islamique (1984, Maisonneuve et Larose),
  • l’Islam, morale et politique (1986, Desclée de Brouwer/Unesco),
  • Ouvertures sur l'islam. Paris : Grancher, 1992
  • Penser l'islam aujourd'hui. Alger : Laphomic ENAL , 1993.
  • Mohammed ARKOUN et Joseph MAÏLA : De Manhattan à Bagdad. Au-delà du bien et du mal. Desclée de Brouwer. 2003
  • Mohammed ARKOUN, Humanisme et Islam : Combats et propositions, 311 pages, Librairie Philosophique Vrin (4 avril 2005). ISBN 2711617319 ISBN 978-2711617319
  • Mohammed ARKOUN, “La pensée arabe, 128 pages, Que sais-je ?, PUF, (1991), 7e édition (10 septembre 2008). ISBN 2130570852 ISBN 978-2130570851

Participation à des ouvrages collectifs :

  • La Liberté religieuse dans le Judaïsme, le Christianisme et l'Islam, Colloque international à l'abbaye de Sénanque. Préface de Claude Geffré. Ed du Cerf, 1981
  • Christianisme, judaïsme et islam Fidélité et ouverture. Sous la direction de Mgr Joseph Doré. Ed. du Cerf, 1999
  • Histoire de l'Islam et des musulmans en France du Moyen Age à nos jours, Mohammed Arkoun, Collectif, Jacques Le Goff (Préface). Ed. Albin Michel, 2006

mardi 14 septembre 2010

امازيغ يطالبون الفاسي بتنفيذ مقتضيات إعلان أممي

أمازيغ يطالبون الفاسي بتنفيذ مقتضيات إعلان أممي - Hespress

هسبريس ـ طارق العاطفي:

Wednesday, September 15, 2010

أعلنت منظمة "تَامَايْنُوتْ" ضمن بيان توصلت "هسبريس" بنسخة منه بأنّه من واجب الحكومة المغربية تنفيذ مقتضيات إعلان الأمم المتّحدة حول حقوق الشعوب الأصيلة، وقد جاء هذا الإعلان ضمن الذكرى السنوية الثالثة لإقرار هذه الوثيقة من قبل الجمعية العامّة للأمم المتّحدة تحت عدد 61|195 بتاريخ 13 شتنبر2007، إذ رأت ذات المنظمة النشيطة في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية بأنّ التزام المغرب بمضامين الإعلان ذاته سيؤدّي إلى ضمان الحقوق الجماعية الواردة فيه وخصوصا منها الحقوق الثقافية واللغوية، زيادة على الحقوق المرتبطة بالأراضي والموارد والحق في تطوير المؤسسات التقليدية والحق في الموافقة المسبقة الحرة والمستنيرة، إضافة في حق استعادة أنظمة متقدّمة من الحكم الذاتي الذي كانت تمارسه جميع القبائل المغربية قبل أن يضعفه الاستعمار وتحاول "الأقلية المهيمنة" أن تجهز عليه.

نفس البيان المُتوصّل به من قِبل "هسبريس" تضمّن دعوة من "تاماينوت" موجّهة إلى الجمعيات الثقافية والحقوقية قصد التكثيف من الجهود المُطالبَة للحكومة المغربية من أجل تنفيذ المعايير الواردة في الإعلان الأممي الذي شاركت عناصر من الحركة الأمازيغية إلى جانب الحكومة ضمن الفريق الذي صاغ جزءً من مضامينه خلال الفترة الممتدّة من 1995 إلى 2006، إذ أوردت "تَامَايْنُوتْ" ضمن وثيقتها المُعمّمة يوم أوّل أمس الاثنين: " التزام الحكومة المغربية بإعلان الأمم المتّحدة حول حقوق الشعوب الأصيلة سيحمي مختلف الحقوق الجماعية، وخصوصا منها حقوق الجماعات السلالية أو الجماعات الأصلية والقبائل، وهي التي كانت تتمتع بالتسيير الذاتي ولا يزال بعضها يناضل ضد الوصاية القوية لوزارة الداخلية التي تستغل كل فرص الاستثمار لتفويت الأراضي والموارد الجماعية إلى الرأسماليين بدون موافقة مسبقة حرة ومستنيرة من ذوي الحقوق.. وهو ما حول الكثير من أبناء الشعب الى مجرد بؤساء لاجئين في براريك ومزابل على هامش المدن بعد تفقيرهم عبر تفويت أراضيهم ومواردهم الجماعية لمستثمرين من الداخل والخارج بدون موافقتهم.. وهذا يحدث في وقت التزمت فيه الحكومة بالوصول إلى تحقيق أهداف الألفية".

ولم تفت ذات المنظمة المطالبة بالعمل على تعديل الدستور والاعتراف باللغة الامازيغية لغة رسمية، إذ اعتبرت إقدام الدولة على إحقاق هذا المطلب بمثابة استجابة قويّة لمطالب الحركة الثقافية الامازيغية المدعمة بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب وتوصيات لجنة متابعة تنفيذ العهد الدولي بشان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسنة 2003 وكذا لجنة متابعة الاتفاقية الدولية لإلغاء جميع أشكال التمييز العنصري في غشت 2006.. إضافة لمطلب آخر متركّز على وجوب تنفيذ المعايير الدولية الواردة في الاتفاقية 169 بشان الشعوب الأصلية والقبلية في البلدان المستقلة لسنة 1989 إلى جانب إعلان الأمم المتحدة بشان حقوق الشعوب الأصلية، مُعتبرة بأنّه من شأن الإقدام على تنفيذ هذه الالتزامات تحقيق التعمّق ضمن ورش الجهوية الموسعة بالاستفادة من المعايير الدولية للحق في الحكم الذاتي للوصول إلى أفق تحقيق نظام مغربي فدرالي.

كما طالب نفس الجمعويون الأمازيغ بإحداث وزارة خاصة لتنسيق العمل التنفيذي الحكومي، بعد أن تبين تجاهل الحكومة خلال اجتماعاتها التطورات المرصودة بشأن الأمازيغية، زيادة على ضرورة تخصيص ميزانيات كافية للقناة الامازيغية بهدف تطوير حاجياتها من الموارد البشرية وتمديد مدة بثها إلى 24 ساعة يوميا، وكذا المُطالبة بإطلاق سراح طلبة الحركة الطلابية الأمازيغية الذين اعتبروا ضمن بيان "تَامَايْنُوتْ" بأنّهم ضحايا لسياسات تمييزية.. هذا مع تذييل نفس الوثيقة بتنديد تجاه المرصود بمن "إقحام القضاء واستعماله في إصدار أحكام بتهم العنصرية كحل الحزب الديمقراطي الأمازيغي ومتابعة معتقلي تاغجيجت بتهم العنصرية".

mercredi 8 septembre 2010

تماينوت فرنسا توجه رسالة إلى وزير التربية الوطنية

وجهت تماينوت فرنسا رسالة إلى وزير التربية الوطنية والبحت العلمي وتكوين الأطر المغربي بعد نشر الوزارة في موقعها الرسمي على شبكة الانترنيت للائحة المواد والبرامج المقرر اعتمادها للموسم الدراسي الجديد 2010- 2011 و الذي لوحظ فيه إقصاء تام للغة الأمازيغية من بين اللغات المزمع تدريسها.ومن بين ماء جاء في رسالة تماينوت استغرابها للقرار الوزاري الذي أبعد الأمازيغية من المدرسة المغربية .في وقتٍ كانت فيه الحكومة المغربية مدعوة إلى تعزيز إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية وتعميمها على كافة المدارس والمستويات التعليمية بالمملكة .تماينوت فرنسا أشارت كذلك إلى أن هذا الإقصاء يأتي ليؤكد "المخاوف التي أعربت عنها فعاليات المجتمع المدني بشأن نية الدولة في القضاء على هده اللغة" ,وذلك في تناقض تام مع توصيات لجنة القضاء على الميز العنصري بالأمم المتحدة و جل المنظمات و الجمعيات الوطنية و الدولية,التي دعت المغرب إلى إيلاء الأمازيغية عناية خاصة.يدكر أنه و لحد الساعة ,لم يصدر عن أية جمعية أمازيغية أو تنظيم أو حتى من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية – كشريك للوزارة في مشروع إدماج الأمازيغية في التعليم- أي بلاغ أو بيان ,اللهم الاستنكارات التي تعالى صداها في أوساط المجتمع المدني .